دخــان كثيــف يغطــي المكـان .. جـو بــارد يقصـف بالعظــام .. ظــلام حــالـكـ يلـف المكــان ،،
خـرجــت لأستنشــق الهــواء .. فمــا صـادفتنـي غيــر روائــح الـزيـت والمستنقعــــات.
نعـم إننـا نعيش فـي لندن فـي وقــت الثــورة الصناعية فـي أواسـط القـرن التـاسع عشـر تحديدا عام 1824 م، كنـت أمشـي علـى غيـر هـدى .. فقـادتنـي قدمـاي إلـى معمـل للصبـاغـة والمـواقـد والرائحـة لاتكـاد تطـاق ، لفـت نظـري طفـل لـم يتجـاوز الثـانيـة عشـرة يعمـل فـي هـذا الـوقـت فـي هـذا المكـان .. فـي هـذا البــرد ..!
انتظرته حتى يخرج علني أعرف حكايته .. علني أساعده .. هاهو ذا يخرج .. قدمت له منديلا لكي يمسح يديه ووجهه مما تلطخ به من زيت وأصباغ .. نظر إلي طويلا .. وكأنه لم يعتد على معاملة من هذا النوع .. سألته عن اسمه فأجابني: بديكنز .. تشارلز ديكنز .. سألته عن والديه وكيف يسمحان له العمل في وقت متأخر إلى هذا الوقت ، فأجاب والعبرة تخنقه: والدي كان يعمل كاتبا في مكتب قسم الرواتب في البحرية الملكية براتب ضئيل .. مما كان يضطره لأخذ الديون وسجن بسبب تراكم الديون عليه .. نحن ثماني إخوة وأنا الابن الثاني .. ولايوجد معيل لعائلتي غيري .. لهذا أنا أعمل إلى هذا الوقت !
وبحركة سريعه من يديه لوح لي وركض سريعا عبر الأزقة المظلمة .. وكأنه شبح في الظلام .. كان لدي احساس بأن هذا الفتى سيكون له شأن في المستقبل .. لذا ظليت أرقب أخباره عن كثب .. وقد كانت الأخبار تأتي لوحدها ..
هـل تـرغبـون فـي معـرفـة مــاحــدث لتشارلـز ديكنز….؟!
(المزيد…)
Read Full Post »