
لاقت روايات ويلكي كولينز رواجاً كبيراً في عصره، غير أن شهرته الحالية استندت إلى روايتيه الشهيرتين “ذات الرداء الأبيض” و”حجر القمر” وهما الرواتين الوحيدتين اللتان ترجمتا له بالعربية .. يقالـ بأن هذا الكاتب الانكليزي استكشف عالم الألغاز والجريمة في عصره .. أي أنه ابتدع فن الرواية البوليسية!
[كولينز .. وطموحاته الكبيرة ]
ولد ويلكي كولينز في لندن عام 1824، حيث أمضى بضع سنوات من طفولته في مدارس خاصة في تلك المدينة.. كان عمره ثلاث عشر سنة عندما انتقلت أسرته إلى إيطاليا، وهناك اكتسب الشاب كولينز ثقافته الحقيقية.
لقد رفض الانخراط في مهنة الأسرة وهي تجارة الشاي، وكذلك دراسة المحاماة، وأصرّ على انتهاج الكتابة مهنة له.. وفي العام 1848 أصدر كتابه الأول وهو سيرة لحياة والده.. نشأت خلال تلكـ الفترة علاقة وطيدة بينه وبين الكاتب الشهير تشارلز ديكنز، فأخذ يكتب بصورة منتظمة في المجلتين الدوريتين اللتين كان يملكهما الأخير، وهما ” كلمات عائلية” و ” على مدار الساعة” . وبلغت شهرته ذروتها عندما نشرت روايته “ذات الرداء الأبيض”، حيث كان متتبعو تلك الرواية يقفون في صفوف طويلة للحصول على نسخة من المجلة التي كانت تنشرها. ويحكى أن زعيم حزب الأحرار وليم غلادستون ألغى موعداً للذهاب إلى المسرح لمتابعة قراءة تلك الرواية الشيقة التي تعكس ما يمكن لصبر المرأة أن يتحمله، وما يمكن لتصميم الرجل أن يحققه. وأتبع كولينز هذه الرواية بروايات أخرى لا تقل شهرة عنها، مثل “بلا اسم” 1862، “أماديل” 1866، “حجر القمر” 1868، واستمر كولينز في كتابة رواياته حتى وفاته عام 1889.
نشرت رواية ذات الرداء الأبيض بشكل متسلسل خلال عامي 1859 – 1860 في المجلة الدورية “على مدار السنة”.. ولاتزال هذه الرواية تعتبر واحدة من أعظم الروايات العاطفية على الإطلاق.
العنوان: ذات الـرداء الأبيض
الناشر: دار البحـار
عـربــي – إنكليــزي
الأجـزاء: الأولـ – الثـاني
الطبعة الأولى : 2003
تبدأ الأحداث بأستاذ رسم يدعى والتر هارترايت يلتقي في شارع عتم بسيدة من الواضح انها مجنونة مرتدية ثياباً بيضاء .. ويلاحظ على الفور انها تشبه واحدة من تلميذاته هي الحسناء لاورا فيرلي، التي يهيم بها حباً. صحيح أن لاورا تبادله حبه، لكن أباها يرفض زواجهما لأنه كان وعد بها السير برسيفال غلايد، ما دفع هارترايت الى السفر وقد استبد به اليأس. في أثناء ذلك يقترن السير برسيفال بلاورا، التي سرعان ما ستكتشف ان الرجل لم يتزوجها إلا طمعاً في ميراثها، فترفض أن تتنازل له عن شيء، ما يجعله بمساعدة الكونت الايطالي، شريكه فوسكو، يتوصل الى وضعها في مصح للأمراض العقلية مكان السيدة التي تعرف بـ (ذات الرداء الأبيض) ماتت لتوها .. ويتمكن برسيفال وفوسكو من دفن هذه الأخيرة تحت اسم ليدي غلايد، ما يعني أن برسيفال بات الآن قادراً إذا ماتت زوجته على الحصول على الميراث. بيد أن ماريا هالكومب نسيبة لاورا تدرك ما حصل، وتتدخل في الأمر حيث تتمكن من تسهيل فرار الزوجة الشابة من المأوى. وإذ يكون مدرس الرسم هارترايت عاد كان في تلك الأثناء، تلتجئ اليه المرأتان، فيقرر وضعهما تحت حمايته وانقاذهما من براثن برسيفال وخطته الجهنمية وشريكه الايطالي. ويتمكن بالتالي من فضح ما حدث .. فلا يكون من أمر الكونت فوسكو إلا أن يعترف، ما يمكن لاورا من استعادة هويتها وميراثها ومكانتها الطبيعية.. أما زوجها المجرم برسيفال غلايد، فإن نهايته ستكون أسوأ من نهاية شريكه فوسكو، ذلك انه سيحترق فيما يحاول إحراق وثائق الأبرشية لكي يتابع خطته ولكن في اتجاه آخر هذه المرة وعلى هذا النحو، يصبح في إمكان لاورا، حتى ان تستعيد حبها القديم لهارترايت، فيتزوجان في الوقت الذي ينتهي الأمر أيضاً بفوسكو لأن يقتل على يد عميل لجمعية سرية ايطالية، كان فوسكو عضواً فيها كما يبدو وغدر بها.
إذا كنت خائناً مرة في حياتك فأنت ستبقى خائناً الى الأبد .. وفي المقابل إذا كنت طيباً مرة فأنت طيب دائماً.
ركز كولنز في بداية كتاباته على الرومانسية ثم اتجه إلى المحيط السئ الذي يحيط إنجلترا الفكتورية حيث السجناء وغير الاسوياء والمجانيين .. رواية “ذات الرداء الأبيض” لعبت بي كثيرا وأتعبتني وأشعرتني أنا بنوع من الجنون من كثرة مكائدها .. لكن في النهاية تبقى رواية رائعة إن قرأناها بتأني! .. وأتمنى لكم الاستمتاع برواياته !
ولا أنسى أن أذكر لكم ان رواية “حجر القمر” أو “سر ماسة القمر” هي رواية بوليسية وتعتبر من أهم الروايات البوليسية في عصره .. بحثت عنها ولكن إلى الآن لم أستطع إيجادها!
ختاماً .. لا يسعني إلا أن أذكر بأن ويلكي كولينز استطاع أن ينوع بين في أسلوب سرده القصصي بين رومانسية “ذات الرداء الأبيض” وبوليسية “حجر القمر” فأخرج لنا روائع من الأدب العالمي الذي يستحق الإقتناء!
شوقتيني لقراءة (ذات الرداء الأبيض )
شاكرة لك …
أهلين فيج أختي آلاء .. يسعدني اهتمامج برواية ويكلي كولينز ..
وأتمنى منج تخبرينا بعد اقتنائها وقرائتها رايج فيها ..
تحياتي : )
سلام عليكم
مدونة جد رائعه جدا
عايبتني مقالاتج
وعليكم السلام والرحمة
مرحبا أخوي ســالم …
يسعدني إن المدونة عيبتكـ
ولي الشرف إن مقالاتي تحوز على الإهتمام
اممم شكلها رواية ممتعة
أول مرة أسمع فيها
غالباً أقرأ الروايات الي تحكي قصص واقعية واحس بمتعة شديدة
سمفونيات أنثى
الروايات الحقيقية جميلة ولها تأثير بالغ ..
والروايات الأخرى لا تقل عنها جمالا
تحياتي لج عزيزتي أسعدني مرورج
وفي انتظار قراءتج للمزيد من الروايات : )
حقيقة أني لا أحب قراءة الروايات سوى القليل القليل كروايات المنفلوطي وروايات قماشة العليان ..
ولكن جميل أن أنوع ثقافتي أكثر وأقرأها فشكرا لك
عقد الجمان
روايات المنفلوطي جميلة جدا لكن أذكر أنها أصابتني بالإكتئاب نظرا لكم الهم والحزن الذي تحمله .. قماشة العليان لم أقرأ عنها إلى الآن إلا أنني سمعت عنها الكثر ..
أتمنى أن تحاولي القراءة لتشارلز ديكنز أو جيفري آرتشر أو كاتبنا ولكي كولينز وتخبرينى بنتيجة قرائتج .. التنوع الثقافي مهم ـ_^
تحياتي لج
السلام عليكم ..
انا قريت ذات الرداء الابيض الجزء الاول …بس الجزء الثاني لسى ..
ويا ليت لو احد يعرف موقع ينقل روايات يبلغني..
تح ــــــياتي::
[…] أكثر من 10 سنين وأنا أبحث عن كل ما ترجم لـ (تشارلز ديكنز) أو تلميذه (ويلكي كولينز) إلى اللغة العربية .. ومنذ فترة […]
مشكور أختي الغالية على مقالك القيم وألتمس منك تخصيص ركن للمؤلف القصصي أوسكار ويلد وأنا واثق من أنك ستحبين كتاباته فور قراءة ولو إحداها فهو فذ بطبيعته تنساب الكلمات منه كالأشعار وأقترح أن تبدئي بمطالعة قصته القصيرة العندليب والزهرة ولمن يخفى عليه من هو أسكار ويلد أقول هو صاحب رواية ( صورة دوريان جراي ) الشهيرة .
أما لو كنت قد طالعتي مؤلفاته أختي الغالية ولم تعجبك كتاباته فلا بأس وجزاك الله كل خير
سمعت عن الؤلف أوسكار ويلد الكثير ، و لم أقتني اي رواية له
لأني لم أجدها في المكتبات ، بإذن الله ستكون روايته في جدول
مشترياتي لمعرض الكتاب : )
علي فكرة انا قرات سر الماسة وكانت من اجمل الروايا التي قراتها صراحة انصح بقرائتها +موضوع رائع